الصفحات

الثلاثاء، 27 مايو 2014

أكذوبة الحضارة الاسلامية ج2

يحاول المسلمون اقناع الناس بأن الاسلام نشأ تحت ظله علماء عظماء وضعوا اسس كل العلوم الحديثه كابن سينا والخوارزمي وغيرهم هل هذا الادعاء حقيقي لنكمل ونري صحة هذا الادعاء.
العلماء المسلمين

ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻘﻔﻊ - ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻘﻔﻊ - ‏[ ﺕ : 145 ﻫـ ‏] : ﻛﺎﻥ ﻣﺠﻮﺳﻴﺎً ﻓﺄﺳﻠﻢ، ﻭﻋﺮّﺏ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻧﺪﻗﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ‏( ﻣﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﺘﺎﺏ ﺯﻧﺪﻗﺔ ﺇﻻ ﻭﺃﺻﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻘﻔﻊ ‏) ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ:6/208 ، ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: 10/96 ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ : 3/449  ‏].

ﺟﺎﺑﺮ ﺍﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ ‏[ ﺕ: 200 ﻫـ ‏] :
ﺃﻭﻻً: ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺟﺎﺑﺮ ﻫﺬﺍ ﻣﺸﻜﻮﻙ ﻓﻴﻪ.ﻟﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺰﺭﻛﻠﻲ ﻓﻲ " ﺍﻷﻋﻼﻡ " ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ‏[ ﺍﻷﻋﻼﻡ: 2/103 ‏]: ‏( ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺟﻮﺩﻩ ‏). ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﺪﻳﻢ ﺃﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺮﻳﻪ، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﺪﻳﻢ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﺜﻘﺔ - ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ - ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺆﻳﺪ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ‏(ﻭﺃﻣﺎ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻳﺔ؛ ﻓﻤﺠﻬﻮﻝ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺫﻛﺮ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ‏) ‏[ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ: 29/374 ‏] ﺍﻫـ .
ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﻭﻟﻮ ﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻧﺜﺒﺖ ﺳﺎﺣﺮﺍً ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﺔ، ﺍﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﻄﻠﺴﻤﺎﺕ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﻄﻠﺴﻤﺎﺕ - ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ‏[‏ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ: ﺹ496 - 497 ‏]

ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺯﻣﻲ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺯﻣﻲ - ‏[ ﺕ : 232 ﻫـ ‏]:ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﺧﺘﺮﺍﻉ " ﺍﻟﺠﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ " ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ -ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻫﻮ - ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻹﺭﺙ، ﻭﻗﺪ ﺭﺩّ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ؛ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻐﻨﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ‏[ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ:9/214 - 215 ‏]. ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ؛ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺯﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺠّﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻣَﻦْ ﺗﺮﺟﻢ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‏[ﺍﻧﻈﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ:11/24 ، ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: 10/308 ، ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻹﻧﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺹ483 ، ﺣﺎﺷﻴﺔ .1 ].

ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ - ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺑﺤﺮ - ‏[ ﺕ:255 ﻫـ ‏] :ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ، ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ " ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﺠﺎﺣﻈﻴﺔ " ، ﻛﺎﻥ ﺷﻨﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ، ﺳﻲﺀ ﺍﻟﻤﺨﺒﺮ، ﺭﺩﻱﺀ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ، ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻀﻼﻻﺕ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﺑﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺤﻼﻝ، ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ: ‏( ﻳﺎ ﻭﻳﺢ ﻣﻦ ﻛﻔّﺮﻩ
ﺍﻟﺠﺎﺣﻂ ‏) . ﺣﻜﻰ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﺑﺴﻨﺪﻩ؛ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺼﻠﻲ، ﻭﺭﻣﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻨﻪ: ‏( ﻛﺎﻥ ﻛﺬﺍﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‏) ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ:11/19 ، ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ: 4/409 ‏] .

ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻛﺮ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺷﺎﻛﺮ - ‏[ ﺕ : 259 ﻫـ ‏] : ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ، ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ، ﻣﻨﺠّﻢ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﺣﻤﻮﺍ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ، ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺷﺎﻛﺮ، ﻭﺃﺧﻮﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﻦ؛ ﻣﻨﺠﻤﻮﻥ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺃﻳﻀﺎً ‏[ ‏ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻷﻋﻼﻡ: 7/117 ، ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻹﻧﺒﺎﺀ : ﺹ.283 ‏].

ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ - ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺍﺳﺤﺎﻕ - ‏[ ﺕ: 260 ﻫـ ‏] :ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ، ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ، ﻣﻨﺠّﻢ ﺿﺎﻝ، ﻣﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ ﻛﺈﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺿﻼﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻜﻼﻣﻪ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ: 6/373 ، ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ: 331 ، ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ: 9/186 ‏] .

ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻓﺮﻧﺎﺱ ‏[ ﺕ: 274 ﻫـ ‏] :ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ، ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ، ﻣﻐﻦٍ، ﻣﻨﺠّﻢ، ﻧﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ، ﻭﻛﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ، ﻭﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺷﺎﻋﺮﺍً ﺑﺬﻳﺌﺎً ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ﻣﻮﻟﻌﺎً ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ‏[ ‏ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺣﻠﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ : 1/333 ، ﺍﻟﻤﻘﺘﺒﺲ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ : ﺹ 279 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻧﻔﺢ ﺍﻟﻄﻴﺐ: 4/348 ، ﺍﻷﻋﻼﻡ : 3/264 ، ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﺍﺀﺓ ﻋﻘﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻓﻲ ﻃﻴﺮﺍﻧﻬﺎ؟ !] .

ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﺮﺓ ‏[ ﺕ : 288 ﻫـ ‏] : ﺻﺎﺑﺊ، ﻛﺎﻓﺮ، ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ، ﻣﻠﺤﺪ، ﻣﻨﺠّﻢ، ﻭﻫﻮ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﺣﻔﻴﺪﻩ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ؛ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﻬﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ‏( ﻭﻟﻬﻢ ﻋﻘﺐ ﺻﺎﺑﺌﺔ، ﻓﺎﺑﻦ ﻗﺮﺓ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩﺓ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻓﺘﻨﺒﻪ ﺍﻷﻣﺮ ‏) ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻢ: 6/29 ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ: 13/485 ، ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: 11/85 ‏] .

ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ - ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﺳﺤﺎﻕ - ‏[ ﺕ: 292 ﻫـ ‏] : ﺭﺍﻓﻀﻲ، ﻣﻌﺘﺰﻟﻲ، ﺗﻔﻮﺡ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻃﺒﻌﺘﻪ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﻒ ‏[ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ "‏] .

ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ - ‏[ ﺕ : 313 ﻫـ ‏] : ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ، ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ - ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀ - ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻮﻕ ﻛﻔﺮ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻷﻓﻼﻙ، ﻭﺻﻨّﻒ ﻓﻲ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻧﺼﺮﻩ، ﻭﺯﻧﺪﻗﺘﻪ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻭﻧﻘﻀﻪ؛ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ : 6/304 – 309 ، ﻣﻊ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻨﺔ : 1/209 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ : 4/114 ، ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ: 1/353 ، 2/279 ، ﻭﺩﺭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ: 9/346 ‏] .

ﺍﻟﺒﺜّﺎﻧﻲ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺼﺎﺑﺊ - ‏[ ﺕ: 317 ﻫـ ‏]: ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺑﺌﺎً. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ: ‏( ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺃﺳﻠﻢ ‏) . ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎً، ﻣﻨﺠّﻤﺎً ‏[ ‏[ 38 ‏] ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻲ ." ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ: 14/518. ‏].

ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺮﺧﺎﻥ - ‏[ ﺕ: 339 ﻫـ ‏] : ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻭﺃﺷﺪﻫﻢ ﺇﻟﺤﺎﺩﺍً ﻭﺇﻋﺮﺍﺿﺎً، ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻀّﻞ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻳﻜﺬّﺏ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﻴﺎﺕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺤﺎﺩﻩ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻪ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ؛ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 2/86 ، 4/99 ، 11/57 ، 572 ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻠﻬﻔﺎﻥ: 2/601 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻭ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: 11/224 ، ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ : ﺹ 98 ، ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ﻓﻲ ﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ‏] .

ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺩﻱ - ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ - ‏[ ﺕ: 346 ﻫـ ‏] : ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺰﻟﻴﺎً، ﺷﻴﻌﻴﺎً. ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻣﺮﻭﺝ ﺍﻟﺬﻫﺐ :" ‏(ﻭﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺼﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻮﺛﻖ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻜﺬﺏ؟ ‏) ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻨﺔ : 4/84 ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ : 15/569 ، ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ : 4/258 ‏] ﺍﻫـ.

ﺍﻟﻤﺠﺮﻳﻄﻲ - ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ - ‏[ ﺕ: 398 ﻫـ ‏] : ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ، ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ، ﺑﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻧﻘﻞ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺃﻟﻒ ﻓﻴﻬﺎ " ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " ﻭ "ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ، } ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﺎﻃِﻴﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍْ ﻳُﻌَﻠِّﻤُﻮﻥَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺍﻟﺴِّﺤْﺮَ { ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ: 496 ، 504 ، .513 ‏] .

ﻣﺴﻜﻮﻳﻪ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ - ‏[ ﺕ: 421 ﻫـ ‏] : ﻛﺎﻥ ﻣﺠﻮﺳﻴﺎً، ﻓﺄﺳﻠﻢ، ﻭﺗﻔﻠﺴﻒ، ﻭﺻﺤﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺍﻟﻀﺎﻝ، ﻭﺧﺪﻡ ﺑﻨﻲ ﺑﻮﻳﻪ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻓﺎﻓﺘﺘﻦ ﺑﻬﺎ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ: 304 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ‏] .

ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ - ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ‏[ ﺕ : 428 ﻫـ ‏] : ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ، ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺍﻟﻨﺤﻠﺔ، ﺿﺎﻝ ﻣﻀﻞ، ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ، ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ، ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ: 1/531 - 539 ، ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻠﻬﻔﺎﻥ: 2/595 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: 12/42 43- ، ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﺑﻦ
ﺍﻟﺼﻼﺡ : 69 ، ﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ: 14 ، 30 ، 43 ، 49 ، 160 ، 186 ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ: 2/85 ، 9/133 ، 228 ، 17/571 ،
32/223 ، 35/133 ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ، ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﻨﻘﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ: ﺹ 98 ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ‏]. ﻣﺴﺎﻭﺉ ﻟﻮ ﻗﺴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻮﺍﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﺃﻣﻬﺮﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺃﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻉ ﺣﺎﻣﻞ ﺭﺍﻳﺔ الإﻟﺤﺎﺩ ﺫﺍﻙ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻋﻨﻲ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﺩﻳﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮﺍﻥ
ِ
ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ - ‏[ ﺕ: 430 ﻫـ ‏] : ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻋﻠﻤﺎً ﻭﺳﻔﻬﺎً ﻭﺇﻟﺤﺎﺩﺍً ﻭﺿﻼﻻً، ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ، ﻛﺎﻥ ﻛﺄﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺎﺕ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ: 35/135 ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ: 2/281 ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ - ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ - ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ : ﺹ.270 ‏].

ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﺪﻳﻢ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﺳﺤﺎﻕ - ‏[ ﺕ: 438 ﻫـ ‏] : ﺭﺍﻓﻀﻲ، ﻣﻌﺘﺰﻟﻲ، ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺛﻮﻕ ﺑﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ : ‏(ﻭﻣﺼﻨﻔﻪ " ﻓﻬﺮﺳﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ " ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻣَﻦْ ﺻﻨﻔﻪ ﺑﺎﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﺰﻳﻊ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ‏) ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ: 5/83 ] ﺍﻫـ.

ﺍﻟﻤﻌﺮّﻱ - ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ‏[ ﺕ: 449 ﻫـ ‏]: ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻤﺔ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻭﻓﻲ ﺃﺷﻌﺎﺭﻩ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺯﻧﺪﻗﺘﻪ ﻭﺍﻧﺤﻼﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺳﻤﺎﻩ " ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ " ، ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﺠﻢ، ﻭﻗﺒﺎﺋﺤﻪ
ﻛﺜﻴﺮﺓ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:ﺗﻌﺲَ ﺍﻟﻌﻤﻲُّ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎً ﻟﻪ ﺍﻟﻌَﻤَﻴﺎﻥِ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻢ: 8/148 ، ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: 12/72 – 76 ، ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺷﻌﺎﺭﻩ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩﻳﺔ، ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ: 1/218 ، ﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ: .49 ‏] ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺟﻪ - ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﺋﻎ،

ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ - ‏[ ﺕ: 533 ﻫـ ‏]: ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﻛﺄﻗﺮﺍﻧﻪ، ﻟﻪ ﺇﻟﺤﺎﺩﻳﺎﺕ، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺣﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻫﻮ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ
‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ: 515 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ: 79 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ‏] .

ﺍﻷﺩﺭﻳﺴﻲ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ - ‏[ ﺕ: 560 ﻫـ ‏] :ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺩﻣﺎً ﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻲ ﺻﻘﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻛﻔﻰ ﻟﺆﻣﺎً ﻭﺿﻼﻻً . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ‏(ﺃﻧﺎ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ‏).

ﺍﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ - ‏[ ﺕ: 581 ﻫـ ‏] : ﻣﻦ ﻣﻼﺣﺪﺓ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ "ﺣﻲ ﺍﺑﻦ ﻳﻘﻈﺎﻥ " ، ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ : 1/11 ، 6/56 ‏].

ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ -ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ‏[ ﺗﻨﺒﻴﻪ: ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﺪ، ﻓﺎﻟﺠﺪ؛ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﺷﺪ ‏[ ﺕ : 520 ﻫـ ‏] ، ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻘﺮﻃﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ، ﻟﻪ " ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ " ﻭ " ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ " ، ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ ‏[ ﺍﻟﺴﻴﺮ: 19/501 ‏] ‏] - ‏[ ﺕ: 595 ﻫـ ‏]: ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ، ﺿﺎﻝ، ﻣﻠﺤﺪ، ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺨﻴﻠﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻴﻪ "ﻓﺼﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ " ﻭ " ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﻠﺔ " ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻷﺭﺳﻄﻮ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻟﻪ ﻭﻟﺸﻴﻌﺘﻪ؛ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻟﻠﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﻓﻲ " ﺗﻬﺎﻓﺖ ﺍﻟﺘﻬﺎﻓﺖ " ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺎﺗﻪ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ: 1/11 - 127 - 152 ، 6/210 ، 237 ، 242 ، 8/181 ، 234 ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻨﺔ: 1/356 ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ، ﻭ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ : 21/307 ، ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ : ﺹ120 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ‏] .

ﺍﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ - ‏[ ﺕ: 614 ﻫـ ‏]: ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑـ " ﺭﺣﻠﺔ ﺍﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ " ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺗﻘﺪﻳﺴﻪ ﻟﻠﻘﺒﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻟﻠﺼﺨﻮﺭ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ‏[ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻋﺪﺩﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑـ " ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺳﻚ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺳﻚ " ، ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺗﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻄﻮﻃﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻋﻔﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻛﻞ ﺑﺄﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺠﺪﺍﺋﻪ ﻟﻠﺴﻼﻃﻴﻦ، ﺑﺨﻼﻑ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ‏] .

ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ - ﻧﺼﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ - ‏[ ﺕ : 672 ﻫـ ‏] : ﻧﺼﻴﺮ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻹﻟﺤﺎﺩ، ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ، ﻣﻠﺤﺪ، ﺿﺎﻝ، ﻣﻀﻞ، ﻛﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮﺍً ﻟﻬﻮﻻﻛﻮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ، ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ " ﻻﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻓﺘﺢ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﻠﺘﻨﺠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﻭﺇﻟﺤﺎﺩﻩ ﻋﻈﻴﻢ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭﻛﺬﺍ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺑﺼﺎﺭﻡ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﻞ ﻟﺴﺎﻥِ ﻋَﻤَﺮَ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻟﻠﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻷﻟﻰ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥِ ﻭﺃﺗﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻌﻞ ﺫﻱ ﺃﺿﻐﺎﻥِ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺗﺤﻮﻳﻞ " ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ " ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻻﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥِ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻢ - ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ - ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻥِ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺓ
ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥِ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻠﻬﻔﺎﻥ : 2/601 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ: 5/67 - 6/78 - 10/44 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ 590 ، ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ: 2/92 - 93 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: 13/267 ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ‏]

ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ - ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ - ‏[ ﺕ: 721 ﻫـ ‏] : ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﺴﻴﻤﻴﺎﺀ ‏[ ﺍﻧﻈﺮ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ: ﺹ115 ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ‏] .

ﺍﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ - ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ‏[ ﺕ : 779 ﻫـ ‏] : ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ، ﺍﻟﻘﺒﻮﺭﻱ، ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻲ، ﺍﻟﻜﺬّﺍﺏ، ﻛﺎﻥ ﺟﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ؛ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻷﺿﺮﺣﺔ، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ
" ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ " ﻭﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ، ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻠﻬﻮ، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺴﻪ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ، ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻋﻼﻡ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ‏[ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻋﺪﺩﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ، ﻭﺳﺒﺐ ﻧﻌﺘﻲ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ " ﻛﺬّﺍﺏ " ، ﻷﻧﻪ ﻛﺬﺏ ﻛﺬﺑﺎً ﻓﺎﺿﺤﺎً ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺭﺁﻩ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﻳﻘﻮﻝ؛ " ﺇﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻨﺰﻭﻟﻲ ﻫﺬﺍ " ، ﻭﻫﻮ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 726 ﻫـ، ﻭﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺴﺠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻣﻨﺬ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺋﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‏].

بعض الشبهات التي قد يثيرها المعاصرون والرد عليها[المرجع رقم1]

ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻼﺣﺪﺓ، ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ، ﻷﻥ ﺑﻴﺌﺘﻬﻢ ﺑﻴﺌﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻫﻴّﺄﺕ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻓﻠﻨﺎ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻟﺤﺎﺩﻫﻢ.
ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :
ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺠﻮﺍﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ...
ﻓﺎﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ:
ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺃﺻﻼً  -ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ - ﻻ ﺗﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺼﻠﺔ - ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ - ﻓﺘﺴﻘﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً.
ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:
ﺇﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑـ " ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ " ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻴّﺄﺕ "ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ " ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺨﻼﻑ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﻻ ﺗﻜﺜﺮ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﻜﺜﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻀﻼﻻﺕ. ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ؛ ﻓﺎﻟﺨﻮﺍﺭﺯﻣﻲ ﻭﺁﻝ ﺷﺎﻛﺮ؛ ﻇﻬﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﻲ، ﻭﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ؛ ﻇﻬﺮﺍ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ، ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ؛ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻤﺪﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻴﺔ، ﻭﻣﺴﻜﻮﻳﻪ؛ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻮﺑﻬﻴﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻴﺔ، ﻭﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ؛ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳّﺔ، ﻭﻫﻜﺬﺍ .
ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:
ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺒﺮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺃﺗﻔﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺃﺧﺴﻬﺎ، ﻭﻳﻨﺤﺮﻑ ﻓﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ؟ !
ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ:
ﺇﻥ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻻ ﻳﺴﻮّﻍ ﺍﻟﻤﻔﺎﺧﺮﺓ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ، ﻭﺇﻥ ﺳﺎﻍ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ؛ ﻓﻠﻴﺴﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻤﻔﺎﺧﺮﺓ ﺑﻴﻬﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻧﺼﺎﺭﺍﻩ ﻭﻣﺠﻮﺳﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮ، ﻷﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ! ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺍﻟﺨﺎﺛﺮ ﺑﺎﻟﺰُّﺑﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺮﻏﻮﺓ ﺑﺎﻟﺼﺮﻳﺢ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻣﻌﻨﻰ، ﻭﻻ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻗﻴﻤﺔ.

ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺇﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺑﺮﺍﻋﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺆﻛﺪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ؛ ﻧﻘﺺ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
جواب الشبهة الثانية :
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ؛ ﻓﺠﻮﺍﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﻳﻀﺎً ...
ﻓﺎﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ:
ﺇﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺘﻜﻠّﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻻﺕ، ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻓﻨﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﺍﺀ، ﻟﻨﺮﻏﺐ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻀﻊ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺋﻖ ﻟﻴﺮﻏﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ، ﻭﻳﻘﻮﻝ؛ ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺬﺏ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻭﻻ ﺃﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻪ ! ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻜﻔﺎﺭ ﺯﻣﺎﻧﻪ، ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺫﻡ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻣﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﻭﺛﺒﺖ، ﻓﺈﻥ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻠﻬﻢ ﻭﺭﻣﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺷﺘﻤﻮﻩ، ﻓﻼ ﺿﺮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ، ﺑﻞ ﻫﻢ ... ﻛﻨﺎﻃﺢ ﺻﺨﺮﺓ ﻳﻮﻣﺎً ﻟﻴﻮﻫﻨﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻀﺮﻫﺎ ﻭﺃﻭﻫﻰ ﻗﺮﻧﻪ ﺍﻟﻮﻋﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ : ﻭﻣﺎ ﻛﻞ ﻛﻠﺐ ﻧﺎﺑﺢٍ ﻳﺴﺘﻔﺰﻧﻲ.   ﻭﻻ ﻛﻠﻤﺎ ﻃﻦّ ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ ﺃﺭﺍﻉُ
ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:
ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ - ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ - ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﻠﻜﻮﻫﺎ ﺑﻌﺪﻝ ﻋﻤﺮ ﻭﻓﻘﻪ ﻣﻌﺎﺫ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺯﻫﺪ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺘﺤﻮﻫﺎ ﺑـ " ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ " ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﺑـ " ﺣﺎﺩﻱ " ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻭﻻ ﺑﺒﺼﺮﻳﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ ﻭﻻ ﺑﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ: ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺆﻡ ﺑﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡْ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺑﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﺤﺮﻡْ
ﺑﻞ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﺰﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ - ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ -
ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:
ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻣﻨﻘﻮﺿﺔ ﻃﺮﺩﺍً ﻭﻋﻜﺴﺎً ...ﺃﻣﺎ ﻃﺮﺩﺍً؛ ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ " ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ " ؛ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺑﻲ، ﻓﻔﻴﻬﻢ " ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻷﻭﻝ " ؛ ﺃﺭﺳﻄﻮ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ " ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ " ﻟﻠﻄﺐ؛ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ، ﻓﻔﻴﻬﻢ "ﺍﻷﺏ ﺍﻷﻭﻝ " ؛ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
" ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ " ؛ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ، ﻓﻔﻴﻬﻢ " ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻷﻭﻝ " ، ﻭﻫﻜﺬﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻟﻠﻤﺘﻘﺪﻡ . ﺛﻢ ﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ؛ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻃﻮﺭﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻃﻮﺭﻩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻴّﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻭﻛﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ، ﻭﺑﻨﻮ ﺍﻟﺸﺎﻫﻘﺎﺕ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﺮﻋﺎﺕ، ﻟﻴﻔﻮﻕ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻃﻮﺭﻩ ﺃﻭﻟﺌﻚ. ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺘﻢ؛ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺩﺍﺭ، ﻓﻘﺪ ﺻﺤّﺤﺘﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺃﻭﻻً ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً .
ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ؛ ﺇﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻖٍّ ﻓﻬﻲ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ، ﻗﻠﻨﺎ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺒﻐﻲ، ﻓﻠﻢ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﺑﻌﻠﻢٍ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻖٍ، ﻭﺑﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﻖ؟ ! ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻜﺴﺎً؛ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺰﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﺫﻛﺮ، ﻭﻻ ﻟﻌﻠﻮﻣﻬﻢ ﻣﺠﺎﻝ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺣﻴﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﻭﻝ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺃﻭ ﻗﻞ؛ ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﻭﻝ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔﻣﺘﻼﺯﻣﺎﻥ .

ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻟﺘﻔﻮﻗﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻧﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﺪﻳﻬﻢ .
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ : ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻧﻬﺰﻣﻮﺍ ﻭﺫﻟﻮﺍ ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ " ﺗﺨﻠﻔﻬﻢ " ﻋﻦ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.

ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ:
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻓﺄﺫﻛﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺃﺻﻮﻻً ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ؛ ﻓﻬﻮ : ‏( ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺳﺠﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ‏)‏[ ﻫﺬﺍ ﻧﺺ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ؛ ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮﻭﻱ : 18/93 ، ﻭ ﺑﺪﺍﺋﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ: 3/177 ، ﻭﻟﻪ ﻋﺪﺓ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻗﻴﺪﻩ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ، ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈﻧﻪﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ، ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺆﺳﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؛ ﻓﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺟﻨﺔ. ‏] . ﻓﺎﻟﻜﺎﻓﺮ؛ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺃﺭﺑﻪ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻞ ﻣﻘﻴﻢ ﺃﺑﺪﺍً، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ؛ ﻓﻬﻮ ﻛﻌﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻭ ﻏﺪﺍً، ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻔﺮﺝ. ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻊ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺮﺍﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؛ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺃﻫﻼً ﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻌﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻤﺮﺍﻧﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺟﻨﺘﻬﻢ ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﻓﺒﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﺬﻩ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﻊ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻛﺂﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ، ﻭﺩﻳﺎﺭ ﺣﺠﺮ ﻭﺛﻤﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻛﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺯﺧﺎﺭﻓﻬﻢ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ : }ﻭَﻟَﻮْﻟَﺎ ﺃَﻥ ﻳَﻜُﻮﻥَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺃُﻣَّﺔً ﻭَﺍﺣِﺪَﺓً ﻟَﺠَﻌَﻠْﻨَﺎ ﻟِﻤَﻦ ﻳَﻜْﻔُﺮُ ﺑِﺎﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﻟِﺒُﻴُﻮﺗِﻬِﻢْ ﺳُﻘُﻔًﺎ ﻣِّﻦ ﻓَﻀَّﺔٍ ﻭَﻣَﻌَﺎﺭِﺝَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻳَﻈْﻬَﺮُﻭﻥَ * ﻭَﻟِﺒُﻴُﻮﺗِﻬِﻢْ ﺃَﺑْﻮَﺍﺑًﺎ ﻭَﺳُﺮُﺭًﺍ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻳَﺘَّﻜِﺆُﻭﻥَ * ﻭَﺯُﺧْﺮُﻓًﺎ ﻭَﺇِﻥ ﻛُﻞُّ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﻤَّﺎ ﻣَﺘَﺎﻉُ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓُ ﻋِﻨﺪَ ﺭَﺑِّﻚَ ﻟِﻠْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ { ‏[ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ: 33 - 35 ‏]. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ‏( ﺃﻱ ﻟﻮﻻ ﻛﺮﺍﻫﺘﻨﺎ ﻟﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻷﻋﻄﻴﻨﺎ ﺯﺧﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻌﻠﻤﻨﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﺒﻬﺎً ﻟﻬﺎ، ﻟﻮ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ﻟﺤﻤﻠﻖ
ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﻔﺎﺭﺍً ‏) ‏[ ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ : 7/248 ‏] ﺍﻫـ.
ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﺧﺎﺭﻑ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻤﻴﻦ ﺑﻬﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻮ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ؟ ! ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻳﻀﺎً : } ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﻇَﺎﻫِﺮًﺍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻫُﻢْ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻫُﻢْ ﻏَﺎﻓِﻠُﻮﻥَ { ‏[ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﻡ: 7 ‏]. ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: ‏( ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺟﻬﺎﻝ ‏). ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ : ‏( ﻟﻴﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺣﺬﻕ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻔﺮﻩ ﻓﻴﺨﺒﺮﻙ ﺑﻮﺯﻧﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺴﻦ ﻳﺼﻠﻲ ‏) ‏[ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻫﺬﻩ ﻛﻼﻣﺎً ﻗﻴﻤﺎً ﺟﺪﺍً ﻟﻮﻻ ﻃﻮﻟﻪ ﻟﻨﻘﻠﺘﻪ ﺑﻨﺼﻪ، ﺍﻧﻈﺮ ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ : 6/477 ‏].
ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺧﺎﺭﻑ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻨﺎﺡ ﺑﻌﻮﺿﺔ؛ ﻣﺎ ﺣَﺮَﻡَ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﺪ ﺧﻠﻘﻪ ﺃﺟﻤﻴﻌﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ
ﻷﻋﺪﺍﺋﻪ . ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺻﻌﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﺑﺔ، ﻓﺮﺁﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻗﺪ ﺃﺛّﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﻪ، ﺍﺑﺘﺪﺭﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻭﻗﺎﻝ : ‏( ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻛﺴﺮﻯ ﻭﻗﻴﺼﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﻧﺖ ﺻﻔﻮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ؟ (! ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺘﻜﺌﺎً، ﻓﺠﻠﺲ ﻭﻗﺎﻝ : ‏( ﺃﻓﻲ ﺷﻚٍ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ؟(! ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ‏( ﺃﺅﻟﺌﻚ ﻗﻮﻡ ﻋﺠﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﻃﻴﺒﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ‏) ، ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ‏(ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻨﺎ ﺍﻵﺧﺮﺓ؟ ‏) .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ؛ ﻓﻬﻮ: " ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ - ﻭﻻ ﺯﺍﻟﻮﺍ - ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﺪﺩﺍً ﻭﻋُﺪﺩﺍً ﻭﻋﻤﺮﺍﻧﺎً ." ﻭﻫﺬﺍ ﻇﺎﻫﺮ ﺟﺪﺍً ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ، ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻣﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﺮﺃ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻏﻴﺮﻩ؛ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻟﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺪﺩﺍً ﻭﻋﺪﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎً، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺃ ﻭﻳﺪﺭﺱ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺗﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ. ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﺻﻲ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ‏( ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﻢ ﻗﻮﺓ، ﻷﻥ ﻋﺪﺩﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻛﻌﺪﺩﻫﻢ، ﻭﻻ ﻋﺪﺗﻨﺎ ﻛﻌﺪﺗﻬﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺇﻻ ﻧﻨﺼﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻔﻀﻠﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻐﻠﺒﻬﻢ ﺑﻘﻮﺗﻨﺎ ‏). ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺃﻧّﻰ؟ ﻭﺃﻋﺪﺍﻫﻢ ﺑﻼ ﺣﺴﺒﺎﻥ ﻓﻤﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ - ﻣﺎﺩﻳﺎً - ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻣﻨﻬﺎ:ﻟﻮ ﺩﺭﺳﺖ ﻣﻌﺮﻛﺘﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﺮﻣﻮﻙ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻲ ﻓﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻟﺘﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻋﺘﺎﺩﻫﻢ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻋﺘﺎﺩﻫﻢ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻛﻨﻬﺎﻭﻧﺪ، ﻭﻛﺎﻟﻔﺘﻮﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻛﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺣﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺰﻻﻗﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻴﺔ، ﻓﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﻤﺜﺎﻟﻴﻦ:
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ : ﻓﺈﻥ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﻫﺪﻡ " ﺃﻳﻮﺍﻥ ﻛﺴﺮﻯ " ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ، ﻭﺍﻟﻬﺪﻡ ﺃﻳﺴﺮ - ﻭﻻ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ - ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ.
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺣﺎﻭﻝ ﻫﺪﻡ ﺍﻷﻫﺮﺍﻣﺎﺕ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻟﻘﻮﺓ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺼﺮﺣﻴﻦ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﻫﻤﺎ‏[ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻋﻘﺪ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﻓﺼﻼً ‏[ ﺹ 358 ‏] ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﻭﺫﻛﺮ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ].
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ، ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﻭﻛﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻣﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﻘﺼﺎً ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺃﻗﺮﺏ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﻴﺘﻪ. ﻓﺎﻟﺤﺎﺻﻞ؛ ﺇﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨﻬﻢ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻭﺇﻥ ﺣﺼﻞ ﺗﻄﻮﺭ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺮﻋﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻭﻗﺪ ﻳﺮﺩ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ، ﻭﻫﻮ؛ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻋﺪﺩﺍً ﻭﻋﺘﺎﺩﺍً ﻭﻋﻤﺮﺍﻧﺎً، ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ؟ ﻓﺠﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺬﻛﺮ
ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ؛ ﻭﻫﻮ: " ﺇﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻻ ﺑﺪﻧﻴﺎﻫﻢ ." ﻭﻫﺬﺍ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭﻟﻮ ﺫﻫﺒﺖ ﺃﺳﺘﻘﺼﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻟﻄﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻭﺗﺄﺻّﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻨﺼﺮ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺇﻣﺪﺍﺩﻩ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺭٍ ﻭﺣﻨﻴﻦ . ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ‏( ﻧﺤﻦ ﻗﻮﻡ ﺃﻋﺰﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺍﺑﺘﻐﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺃﺫﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ‏). ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻛﺎﻧﻮﺍ - ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ :- ‏( ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻮﺍﻕ ﻧﺎﻗﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ‏) .
ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻗﺘﺎﻝ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﺑﻜﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟﺸﺠﻌﺎﻥِ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺃﻧّﻰ؟ ! ﻭﺃﻋﺪﺍﻫﻢ ﺑﻼ ﺣﺴﺒﺎﻥِ ﻓﻌﺰﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻗﻮﺗﻬﻢ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻨﺼﺮﻭﻥ ﺑﻪ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺇﻻ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻓﻘﻂ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ : } ﻭَﺃَﻋِﺪُّﻭﺍْ ﻟَﻬُﻢ ﻣَّﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﻌْﺘُﻢ ﻣِّﻦ ﻗُﻮَّﺓٍ ﻭَﻣِﻦ ﺭِّﺑَﺎﻁِ ﺍﻟْﺨَﻴْﻞِ { ‏[ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ : 60 ‏] ، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﺪﻩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻓﺄﻋﺪﻭﻫﺎ ﻣﻊ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ؛ ﻟﻨﺼﺮﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺈﻣﺪﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺭ ﻭﺣﻨﻴﻦ، ﻭﻛﻤﺎ ﻣﺸﻰ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺟﻨﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻀﺮﻣﻲ، ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻟﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ - ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ - ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺫﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻴﺲ ﻟﺠﻬﻠﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ - ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ - ﺃﺟﻬﻞ ﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻟﺔ ﺿﺮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ، ﺃﻥ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﺑﺔ .

المراجع
1. كتاب حقيقه الحضاره الاسلاميه للشيخ السلفي السعودي نصر بن حمد الفهد الفصل الثالث والرابع.ولتحميل الكتاب اضغط هنا